Thursday, September 27, 2007

رسالة عبد الرحمن وهشام


دي رسالة من داخل الزنزانة
وهذا هو نص الرسالة
من داخل نعمة أنعم الله بها علي و على زميلي، و أنعمها من قبل على قدوة الشباب أمام فتن الحياة، و أجمل خير البشر يوسف عليه السلام , فدخل عبدا و خرج وزيرا , ومن قبل ومن بعد كان لله داعيا، فنحن دخلنا أسوار تلك الزنزانة و نحن طلاب و نخرج و لانعرف أين سنكون , و لكن كل ما يملأ قلوبنا يقين أن الله قد قدر لنا كل خير , و نحن إن شاء الله من قبل هذا البلاء و من بعده إلى الله دعاة.

أما بعد
فإنا قد عشنا ثلاثة أيام فيها من العلم و الخبرة و اليقين من بعض الأشياء ما هو جم و كثير، فقد رأينا بأعيننا قاتلا قَتَل ليقتص من قاتل أخيه , و كم كان يتمنى أن لو كان ولاة الأمر قد اقتصوا له من قاتل أخيه حتى تسكن نفس أهله , ولا يقدم على تلك الفعلة.
الطالب هشام محسن و آخر سجن ظلما و زورا بشاهدي زور تجردا من معاني الصدق و الإخلاص، فسكن بين أربع حوائط يتعجب من تلك النفوس التي فقدت خوفها من الله و اشترت حطام الدنيا بآخرتها.
وأعجب ما يكون في ساحة العدل و الحفاظ على الدستور و تطبيق القانون مكان يخرق فيه القانون، فنرى متهما و قد أخذ يتعاطى الحقن المخدرة و سجائر البانجو في ساحة المحكمة قبل عرضنا على النيابة.
أما عندما دخلت لأول مرة إلى الزنزانة وجدت نظام الغابة، حيث توجد مجموعة من أخطر المجرمين و قد أصبحوا هم المتحكمين في تلك الزنزانة ، فيأخذون كل ما مع السجين من أموال ، بل قد يتعدى الأمر إلى أخذ الملابس و ابتزاز الأهل، و لكننا بفضل الله و توفيقه استطعنا أن نسيطر عليهم فنمتلك أمرنا و نحفظ مالنا و يكون الله هو الوحيد الآمر لنا.
في النهاية هذه بعض خواطر مرت بنا فى تلك الأيام القليلة و الساعات التي أصبحنا فيها لله مفرغين ، و عن هموم الدنيا و مشاغلها معزولين ، فرزقنا الله طمأنينة في القلب ، و سعادة في الفؤاد ، وصحة في البدن ، وصحبة معينة ، وعونا من جميع المحيطين بنا، ودعاء من جميع العارفين لنا ، و يقينا داخليا أن صلاح تلك البلاد و هؤلاء العباد بتطبيق الشريعة الغائبة الحاضرة، الحاضرة جزئيا و الموجودة فعليا في بعض أحكام الدستور و القانون و الغائبة في مساحة كبيرة من المجتمع.
لكم أرق دعواتنا بالتوفيق و الهداية و السداد.
9 رمضان 1428
21 سبتمبر 2007


No comments: